الجزء الثاني من مقال:
(و “احلل” عقدة )
أمل الحامد
كنت قد نويت وقررت منذ أسبوعين أن أشارككم (مداد) قلمي وبعض أحرفي هنا ولأرسل لي ولكم طاقة أمل وفرج لإن “اليسر” قادم لا محالة بإذن الله فرج الله عني وعنكم يارب ومنذ أسبوعين أيضا!
كانت ختام كلماتي في الجزء الأول من هذا المقال:
بمقولة بل حكمة لـلعظيم ديستوفسكي المتفرد في وجوديته “المؤمنة”:
(اللهم لا تحرمني معاناتي)!
هذا الفيلسوف والروائي الروسي العظيم
والذي ولدت معاناته وأحزانه كل طاقاته الإبداعية!
فلا إبداع أو عظمة أو عمق أو فلسفة!
بغير حزن ..!
ولأنها كانت آخر أسبوعين في آخر السنة الميلادية الماضية
كان لابد لي ولكم أعتقد أن نجدول حياتنا وأهدافنا والأشخاص في حياتنا!
والكتب.! وذلك المنتزه أو تلك المدينة!
إلى بداية جديدة ونوايا جديدة وحياة جديدة بإذن الله لأننا استقبلنا عام ميلادي جديد ولله الحمد..
وكل عام وأنتم بحب وسلام وجمال يارب
و من ضمن الأمور التي عكفت عليها .. قراءات عن العبقري ديستوفسكي
هذا الفيلسوف والروائي الروسي كما أشرت سابقا
وهو كما نعلم من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم لأن رواياته تحوي فهما عميقا للنفس البشرية وتحليلا واضحا ثاقبا للحالة الاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر..
ولمن قرأ سيرة ديستوفسكي عرف أن حياته كانت مسلسلا متواصلا من الآلام والعذابات والهجرة والديون والصرع والحكم بالإعدام!
والذي نجا منه بأعجوبة إلهية ولذلك كانت دعوته:
(اللهم لا تحرمني معاناتي)!
و نعم أتفق معك يا عزيزي أن معاناته كانت صعبة ومؤلمة وأن الحياة قد قست عليه ولكنها أخرجت أعظم وأجمل ما فيه! أخرجت روايات تُقرأ حتى يومنا هذا كـ (الجريمة والعقاب) و روايته 🙁المساكين) وأجمل “مقالاته”!
وأكاد أن أجزم أن العالم كله قد قرأ له!!
بل أن العديد من النقاد اعتبروه من أعظم النفسانيين أو مختصين علم النفس في الأدب العالمي ويعي ويفهم كلماتي جيدا الذي عرف معنى الأسئلة الوجودية ومعنى التعمق في النفس الإنسانية!
إذن ياصديقي القارئ لنتفق: أن الحزن يعطيك واقعية ويجعلك تفهم الوجود كما هو لا كما صاغه الشعراء والحالمون أو السذج من الناس والسطحيون!
لذلك وأقصد الحزن يليق بـ الوقورين الحكيمين من البشر سبحان الله
إذن لهذه العاطفة المؤلمة جانب مشرق ولذلك المؤمن يتلقى هذا الحزن بـ “فلسفة ” أخرى أوفهم أعمق ونعم وأتفق معك نحن لا نحب الحزن!
ولا نحب أن يتمادى بنا .. لكنه موجود لذلك قال الله تبارك وتعالى:
(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
وأتذكر معكم قول السادة العارفين وهو من أجمل ماقيل: ( أن طينة سيدنا آدم عليه السلام لم تتماسك إلا بماء الحزن فتماسكت).
والسؤال الذي لابد أن نطرحه..
– كيف نتعامل مع الحزن؟
والجواب: بأن نتعايش معه
نصاحب هذا الحزن …نخادعه..!
حتى يأتي الفرج.. فــ (إنتظار الفرج) أفضل عبادة وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس حبر الأمة رضي الله: ( إنما النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).
ولن يغلب عسرا يسرين
(إن مع العسر يسرا ..إن مع العسر يسرا)
وإذا تكاثرت الكروب أكثر فهذا دليل على اقتراب الفرج بإذن الله
لـ تشرق الشمس من جديد.. ولتنقشع سحائب الأحزان
وكما قال الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
إذن الإمتياز الحقيقي والعظمة الحقيقية هي من نصيب المأساة
وهي للخاصة وللأرواح المميزة وهذا الحزن وهذا الألم للعظماء هو الذي أثرى مسيرة البشرية كـ سيرة الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام ماهو دليل على ذلك فمثلا:
قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا يوسف عليها السلام وموسى عليه السلام..
إذن ياصديقي هذه الأحزان هي طريق لـ (رحلة اليسر) بإذن الله
وأختم الرحلة بكلمات لمعلمنا الجميل رحمه الله الدكتور إبراهيم الفقي:
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة، عش بحبك لله عز وجل، عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، عش بالأمل، عش بالكفاح، عش بالصبر عش بالحب، وقدر قيمة الحياة.