ولادتنا من رحم أمهاتنا هي الولادة الأولى التي تخرجنا للحياة ولكن هناك إنجاب آخر خلال معايشتنا أقدار الحياة وهو إنجاب “التحديات” ذلك الإنجاب العسير الذي يكون من رحم المعاناة بصعوباتها وانكساراتها فتجاوز كل ذلك يعد ولادة جديدة لا يرعانا فيها أحد وقد لا يشعر بها أحد.


تجد ذاتك وتحدياتك في صراعات متعددة الأوجه والوقائع, إما تنتصر أنت أو تنتصر مخاوفك، إما تواجه الحياة بقوة الفولاذ أو ترضخ لهوان العزائم لتتوالى الهزائم تلك هو قانون معايشة نوائب الدهر العتية التي قد تكون هادمة إن لم نتصدى لها.


“إنجاب التحديات” هو أن تعيش حياتك وتكتسب قناعاتك وتبني ذاتك بتوجيه التجارب والمعتركات التي تحدث لك لا معين ولا موجه ولا رادع لك فيها إلا ضميرك.


وحين ندرك يقين الأمر أن النفس من نوازعها أن تكون أمارة بالسوء فما أصعب ذلك إن لم يكن لديك ثوابت ومبادئ راسخة ورادعة, حينها ستجد نفسك تتخبط بين صراعات النفس وصراعات البشر وصراعات النوازع.


 


ليس ذلك بيسير إلا على من يمارس مهمة التنظير وتحليل واقع لا يدركه وقد لا يريد إداركه في الأساس. وفي زمننا هذا صراع النوايا والمقاصد يتخذ “أوسكار” الأداء الاحترافي عن جدارة واستحقاق، بعيدا عن سوداوية الشعور.. قد نجد أنه لم يعد للنزاهة والشرف والإخلاص حيزا إلا لدى الذين حمى الله فطرتهم بمنحها سلام الروح وسلامة القلوب ونقاء السريرة وصحوة الضمير.


أخيرا وليس آخرا..


ما بين عزم الإرادة والتطلع المستقبلي والتوكل على العزيز القدير جل شأنه، اجعل “ذاتك” مرجعتيك القويمة وضميرك الحيادي العادل، واسمح لها العقاب لكن تحرمها من اللطف والثواب لكي تتجاوز كل الصعوبات والخيبات والتحديات بكل جسارة وبسالة والأهم “بنزاهة”.