حب الذات هو أمر فطري يحرص عليه الإنسان بطبيعته حماية لنفسه من أي عارض أو خطر . ولكي يكون الإنسان قادراً على العطاء لابد أن يشعر بالرضا عن ذاته والتصالح معها  كما أنه من العوامل الأساسية التي تساعد على بناء علاقات اجتماعية ناجحة ومستقرة مع الاخرين.


ويعرف تقدير الذات علميا بأنه: الرعاية الذاتية للنفس وهي التي تحقق التوازن والتوافق النفسي للإنسان، أي الموازنة بين الرغبات الشخصية ورغبات الآخرين قد ينظر البعض إلى حب الإنسان لذاته على أنه من صفات النرجسية أو الأنانية إلا أن الأمر خلاف ذلك تماما فهو احترام لها وثقة بها وهذا بلا شك سينعكس إيجابا على مكانته وقيمته اجتماعيا وعمليا، حيث إن الأنانية هي المبالغة في حب الذات وتقديم المصلحة الشخصية على مصالح الأخرين بصفة انتهازية أو استغلالية.


تقدير الذات يعزز الطاقة الإيجابية للإنسان لأنه يساعده في التغلب على التحديات والضغوطات الحياتية ويزيد من معدل ثقته بنفسه والشعور بقيمته كفرد يرتقي بذاته حيث يتيح له النظر إلى الأشخاص وأحداث الحياة بمنظور أفضل وأكثر إيجابية، بعين يملئوها الرضا والتفاؤل والسلام الداخلي، مما ينعكس بشكل إيجابي وفعال على سلوكياته الشخصية وحياته الاجتماعية والعملية. كما يجب أن لا نغفل عن أهمية البيئة التي ينتمي لها الفرد حيث إن محبته لذاته أمرا يؤثّر ويتأثر بمحيطه الاجتماعي بشكل مباشر سواء إيجابيا بدعمه واحترامه والثناء عليه، أو سلبيا بالتقليل من شأنه أو تعمد الإساءة له.


مبدأ الحب الأخذ والعطاء, لذا فإنه لا يمكن أن نحب الأخرين إذا لم نتمكن من حب أنفسنا فإذا الإنسان استطاع منح ذاته القدر الكافي من الاهتمام الرعاية والتقدير فهو حتما يمكنه إعطاء تلك المشاعر للآخرين. وهنا يكمن الاختلاف الجوهري بين الأنانية وتقدير الذات، فالأولى أخذ واستغلال والثانية عطاء وارتقاء.