تعد القيم الإنسانيّة من أساسيات بناء المجتمعات الحضارية فهي فطرة إنسانية جبل عليها الإنسان كونها لا تتعلق بخاصية ثقافية أو دينية أو فكرية محددة  قال الله تعالى: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون) فمن سمات المجتمعات الحضارية هو تمسك أفرادها بالقيم والمبادئ الأخلاقية القويمة فذلك يسمو بها نحو الرفعة والازدهار..


 


تتجلى هذه القيم في التجارب الحياتية المختلفة، إذ أن تمسك الأشخاص بالأخلاقيات كالعدالة والرحمة والصدق والأمانة والإحسان اجتماعياً ومهنياً، ذلك يمنح المجتمع سمة راقية ونبيلة تضفي على العلاقات الاجتماعية التوازن والانسجام مما يؤكد حفاظهم على مبادئ القيم الانسانية، والتي بلا شك لابد أن تعزز لدى النشء فهم مستقبل الأوطان وأساس نهضتها التنموية والاجتماعية والحضارية..


 


من المؤسف في ظل تحديات المتغيرات والظواهر الفكرية والاجتماعية والتي تشكل تأثير جوهري ومباشر على أفراد المجتمعات المعاصرة أنه قد لا تجدي التربية والتعليم في الأجيال القادمة نفعا إذا لم تكن سلوكيات أفراد البيئة التي ينتمون لها تبرهن حقيقة تلك المبادئ الأخلاقية. “ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن بل المهم أن تكون في أخلاقك آية” فمن الضروري اتباع أساليب تربوية أخلاقية قوية معهم بدءاً من المراحل العمرية الأولى، مستمدة من التعاليم الدينية والمناهج الفكرية العلمية ويقتسم الدور في ذلك الأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الاعلام .


 


إن القيم الإنسانية ركائز أخلاقية راسخة جاء بها الإسلام وحث عليها وأوصى الأفراد على انتهاج تلك القيم في تعاملهم مع الآخرين مسلمين كانوا أو غير مـسلمين. فذلك ينم عن مبادئ سامية، وأخلاق فاضلة، فمن أهم تلك القيم التي ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات بعد نعمة العقل هي الكرامة والعدل والحرية والحكمة. فتلك من أسمى وأرقى القيم التي يتحلى بها الإنسان..