قال الإمام الشافعي “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب” فالاختلاف سنة كونية بين البشر كلاً منا يختلف عن الآخر بأوجه عدة وأساليب مختلفة، كالتوجهات الفكرية والقناعات الفلسفية والمقاصد والغايات، وحتى في بصمات الأصابع لا يوجد شخص في العالم بصمته مطابقة لبصمة شخص آخر.


 من المهم أن نتفهم أن هنالك فرق بين الخلاف والاختلاف، كي لا يتحول الاختلاف إلى خلاف أثناء نقاشاتنا مع الآخرين مهما اختلفت أساليب التعامل ووجهات النظر.


 ثقافة تقبل الاختلاف تعني احترام وجهات نظر الآخرين، كي يسود نقاشاتنا وحواراتنا الكياسة واللباقة والهدوء ورحابة الصدر مهما كانت توجهات القناعات التي نخوض بشأنها الحوار.


 لذا علينا احترام مبدأ الاختلاف، أي لا يعني مخالفتك لرأيي أنك ضدي فالهدف من الحوار هو إعطاء الفرصة للآخر بتوضيح وجهة نظره.


 من المفارقات العجيبة في الخلاف أثناء الاختلاف، أنه يحدث في ظل عدم معرفتنا بالشيء الذي اختلفنا من أجله، ويحدث الاتفاق في حين يصور لنا سوء الفهم خلاف ذلك!


 من صور الاختلاف التي نتعايش معها، الاختلاف في المذاهب والعقائد والقاسم المشترك فيها هو التقوى كما قال رسول الله (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى).


وهناك الاختلاف في التوجهات السياسة والقاسم المشترك فيها مصلحة الوطن وتسيير مصالح أفراده.


 وهناك الاختلاف في الأعراق والأنساب، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]..


فالاختلاف بصيرة يدركها العقلاء وتستنير به العقول لأنه يسمح بخلق آفاق فكرية جديدة لتكوين المفاهيم والمبادئ التي تساعد على تقبل اختلافات الآخرين أياً كان نوعها. لأنه أداة التطوير والارتقاء لوعي الأفراد.


فلو جمعينا اتبع ذات النهج المعرفي أو السلوكي فلن يحدث اختلاف للأفضل بل للأسوأ، هذا إذا لم يبقى الحال على ما هو عليه في ظل تسارع متغيرات الزمن ووقائع أحداثه.