نحب طفولتنا.. وإن عاش البعض منا “طفولة قاسية”!


إلا أن للطفولة رائحة جميلة لا تشبهها أي رائحة.. وحنين تجده يتدفق كلما زارك طيف “الذكريات”..


بالأمس كنت أتصفح Instagram  


وشدني منشور لإحدى الحسابات المهتمة بالرسوم المتحركة  لجيل الثمانينات..


وأنا من أطفال هذا الجيل الجميل والعديد من القراء من أطفال الجيل والذي نرى نحن أبناءه أنه من أجمل الأجيال حتى في “الرسوم المتحركة”  تميزنا!


أذكر على سبيل المثال : الرجل الحديدي


وكم قتلتني بالأمس شارة النهاية للرجل الحديدي!


والتي شاركت بها عبر صفحتي في Instagram   و twitter


قد تسأل نفسك عزيزي القارئ :ماذا تقول “أمل” هنا.. قتلتها شارة نهاية لإحدى الرسوم المتحركة؟؟


نعم ياصديقي .. قتلتني ألما.. شوقا.. حبا.. حنينا.. لأبي رحمه الله ورائحة الطفولة!


لماذا أبي لأنه كان ومازال صديقي الوحيد في الحياة..


ولرائحة الطفولة لإنها لن تتكرر ولربما كان قدري أن أتعثر في طفولتي المبكرة! وأن عيش طفولة بائسة وأصاب بالتأتأة! وتأتي هذه الرسوم المتحركة  والتي تبث جمالا من خلال “اللغة العربية الفصحى” والتي صقلتني وعلمتني أن أتحدث بالفصحى وأنا لازلت في مراحل طفولتي المبكرة!


ورسائل الخير والأمل والتي كنت وكان أبناء جيلي يستمع إليها بصوت الجميل القدير “فلاح هاشم” في الفيلم الكرتوني “نحول أو بشار”..


أو نهاية الرجل الحديدي وشارة النهاية التي ذكرت لكم أنها قتلتني شوقا لأبي رحمه الله والطفولة والتي كانت كلماتها مع موسيقاها تذكرني بأبي رحمه الله وأبكتني شوقا وحنينا له وهو يعود لنا بعد يوم طويل ومعه الشوكولا والعصير وابتسامته الجميلة  التي لم ولن أرى مثلها.. وتعطيني دافع وأمل بأن الحياة مازالت بخير رغم مافيها من عقبات! وجراح وآلالام إذن هذه رسائل تأتينا كرسائل لتخبرنا أن قدرنا يوما ما بإذن الله سيكون… (جميلا)


بالنسبة لي كان “قدري أن أكون” … (كاتبة وروائية) ولله الحمد بعد سنوات طويلة تجاوزت الثلاثين عاما!


وكم كنت أتمنى وأرغب بشدة  لو أن أبي كان  موجودا الآن ليقرأ مقالاتي معكم


إلا أنه ولله الحمد لله تخلصي من تلك “التأتأة” !


وكم كان سعيدا بذلك وأنني ولله الحمد تجاوزت بفضل الله ثم فضله ألمي الداخلي الشديد وأسرتي أيضا حفظهم الله..


وصدقا ياقارئي أنا لا أذكر لك قصتي لأنني أريد الإعجاب أو العطف!


بل أريدك أن تفهم وتعي مايدور حولك من أقدار جميلة وتجارب صعبة!


ولا أقول لك أن تكون مثاليا.. وأن لا تعيش ألمك وحزنك.. بل عشه وعش مرحلته بكل ما فيها من ذبذبات حزن حتى!


 لأنك حتما بإذن ستنتقل إلى ذبذبات فرح أعلى بإذن الله..


إذن يا صديقي هل عرفت كل الرسائل التي زارتك منذ طفولتك المبكرة حتى اللحظة وصقلتك لتصبح على ما أنت عليه الآن؟!


ربما كان قدرك أن تكون..موسيقيا .. يؤلف تلك الموسيقى التي تجعلنا نبتهج ونشكر الله أننا نستمع لموسيقي عبقري مثلك..


 أو ربما كان قدرك أن تكون .. شاعرا كمحمود درويش والذي ترجم وجعه إلى إبداع متجسدا في كلمات.. لامست أرواحنا..


أو قدرك أن تكون.. طبيب أسنان.. كطالبتي التي افتخر بها.


الدكتورة : أروى الديري والتي كانت من أميز الطالبات لدي عام 2005 عندما  كنت معلمة حاسب آلي  وكانت هي في الصف السادس الإبتدائي


والمفارقة العجيبة أنني بعد سنوات قابلتها “صدفة” بترتيب إلهي منه سبحانه


عندما  كنت في إحدى المدارس في الرياض وكانت هي في المرحلة الثانوية وأنا وقتها في الصف الأول من الجامعة عام 2009م


وكنت وقتها قد بدأت أعي وأفهم أنني لست مدربة حاسب آلي!


وإن كان بعد 7 سنوات من التدريس إلا أنني ولله الحمد فهمت الرسائل  التي علمني الله إياها..


وربما  أيضا لم أكن أعلم  وقتها أنني يوما ما سأصبح في يوم من الأيام كاتبة وأنت تقرأ لي الآن ولله الحمد أو أخصائية نفسية!


“أقدار الله” جميلة وإن تعبنا كثيرا في بداية حياتنا..


إذن ياعزيزي  لن يفهم وجعك ويحوله لإنتاج وإبداع ملموس سواك أنت!


فأصنع بنفسك ما تشاء .


كما يخبرنا  محمود درويش..!


 


يتبع…….