حين قرأت خبر نشر رواية “الدنيا شمال” عادت بي الذاكرة إلى أحد صباحات عام ٢٠١٤ عندما وصلتني رسالة من متابع اسمه “عبيد بوملحة” كنت أقرأ تغريداته وأفضّل بعضها، يسألني فيها عن تجربتي في النشر وأنه بصدد نشر روايته الأولى، أذكر أنني أخبرته عن تجربتي في التعامل مع دور نشر داخل وخارج الدولة وأن عليه المفاضلة واختيار ما يراه مناسبا.


وبعد أشهر قليلة صدرت تلك الرواية التي سعدت كثيرا بنشرها لمعرفتي بالمصاعب والعقبات التي صادفها الكاتب لنشر روايته وهو ما يمر به أغلب الكتاب عند نشر باكورة أعمالهم.


وقد يتوقع القاريء أن تبقى الرواية الأولى رواية وحيدة، يتوقف بعدها الكاتب المبتديء خصوصا وإن تعرض لانتقادات كثيرة، لكن عبيد -ولحسن حظ الساحة الأدبية- لم يتوقف وأصدر روايته ليلة غاشية، الرواية التي تضاربت حولها الآراء وتباينت. وقد وجدتها رغم غرابة فكرتها رواية مميزة لم يكتب مثلها محليا أو عربيا.


ثم تتالت الإصدارات روايتين (سوق نايف والذبابة) ونصوص أدبية (يسقط على غيمة) وأصبح عبيد بوملحة روائيا لا يمكن تجاهل تجربته وصوته في ساحة الأدب الإماراتي لما يملك من أسلوب متفرد وثقافة تنعكس في أدبه وحواراته.


والآن تصدر الدنيا شمال، الرواية التي تأملت “بوستراتها” المعلقة في جناح دار مداد قبل ثلاث سنوات في معرض الشارقة للكتاب وانتظرت صدورها لا لشيء ولكن لثقتي بأن ما يقدمه عبيد مميز ومختلف ويستحق النشر. وعرفت لاحقا بأن الرواية منعت في ذلك العام لأسباب غير واضحة.


الوعد في معرض أبوظبي للكتاب مع إصداريه الجديدين الدنيا شمال ومجموعة قصصية بعنوان أشجار تقف على العصافير والمزيد من النجاحات لعبيد بوملحة وجميع كتاب الإمارات الحقيقيين.


Latifa