وأنت هل عرفت؟!
أمل الحامد
طاف جبريل بسيدنا ” إبراهيم” عليه السلام وكان يريه مناسك ومشاهد الحج
فقال له أعرفت؟ فقال له سيدنا إبراهيم عليه السلام : (عرفت عرفت)
ولهذا سمي هذا الجبل بـ “عرفة”
والرواية الأخرى المعروفة وهي إلتقاء أبو البشر سيدنا “آدم” عليه السلام بأمنا حواء عليها السلام بعد خروجهما من الجنة بهذا المكان ولذلك سمي بعرفة!
وأنت : (هل عرفت)؟
هل عرفت كل تلك الأمور التي صنعتها على مدار هذا العام أو حياتك بالأكمل وقد أثقلت كاهلك ولم تدعك تنام قرير العين!
تلك الأمور والتي جعلت قلبك يبكي من الداخل وضميرك يأن!
لأنك لم تقدر نعم الله عليك وقلت في نفسك: ألم يكفي أنني في كل مرة وكل عام يبلغني الله سبحانه كل ما رغبت فيه و”أعرف” فيه خطأي وأتوب إلى الله!
وأعود أستغفره في الليالي المباركة كالجمعة أو ليالي رمضان ويوم تحقيق “الرغبات يوم (عرفة)” والذي كان منذ أيام!
وأجدني قد أعود وأفعل خطأً آخر! ولربما أخطاء!
لماذا لم أتعلم من أخطائي؟
وهل الحياة فعلاً سلسة من التجارب والمعرفة؟ أم مجرد كلام نقرأه في الكتب أو نسمعه أو نشاهده! عبر هواتفنا الذكية!!
في علم النفس هناك مدرسة تسمى :(بالمدرسة المعرفية) وتقول:
أن طريقة تفكير الإنسان وأفكاره تأثر في حياته!
بالتالي يحتاج الإنسان أن يتعلم طريقة تفكير جديدة!
ويبحث في جذور الأفكار المرضية لكي يستطيع أن يتجاوزها!
وهنا وببساطة أجدني معكم في كل سنة ويتجدد لنا وفي الحياة وبفضل من الله سبحانه “يوم عرفة” أجدني معكم وكما قالت المدرسة المعرفية أعلاه في علم النفس أتعلم طريقة تفكير جديدة بأن أتفادى كل الأخطاء وأقتلع تلك الأفكار المرضية من العقل اللاواعي والتي تسببت بفعل هذا الأمر!
وكما تقول الدكتورة سمية الناصر عن هذه الأفكار المرضية بالعالم القديم!
أما حان الوقت لتقتلعها؟!
أؤمن أنه قد حان بإذن الله !
فلنحمد الله سبحانه أن بلغنا يوم عرفة قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)
وأعود بك قارئي إلى أول ما ذكرت في بداية هذا المقال وإلى سبب تسميته بعرفة
وأن والدنا آدم عليه السلام التقى بأمنا حواء عليهم السلام هناك بعد خروجهما من الجنة! ثم أبو الأنبياء في الرواية الأخرى!
أليس لهذا المكان والزمان عظمة!
وتحديداً مفهوم : (المعرفة) لأبينا آدم وأبو الأنبياء!
ونحن كبشر من فطرتنا نتبع: “الأب ” ونقلده في كل حركاته وأفعاله!
المعنى عميق وأثق أنك قد فهمته معي قارئنا العزيز
و أخيراً هل عرفت قارئنا العزيز وقرأت الآية : (إن الله يغفر الذنوب جمعياً) ووثقت بالله سبحانه وبكرمه وبأنه وكل عام يبلغك هذا اليوم ويغفر لك أمور ارتكبتها على مدار عامين!
وتذكر أن “ميلادك” ليس اليوم الذي ولدت فيه بل الذي اليوم الذي فيه “عرفت”!
وأختم بهذا الدعاء:
إلهي هذا سروري بك خائفاً فكيف سروري بك آمناً
وكل عام وأنتم بخير
Leave a Comment