المُلهمون من ألهموا واستلهموا في كوننا، لا أقصد هنا (كوكب الأرض) فقط بل الكون بأجمع بكل كواكبه ومجراته ونيازكه ونجومه، منهم العارف بالله مصطفى محمود رحمه الله، والحديث عنه لن يفي بحقه رحمه الله، وقد كتبت قصة عنه رحمه الله، في إصداري الأول : (أحلام وردية)، فبعد مرور سنوات على إصداري هذا، أؤمن أن الله سبحانه له حكمة بأن أسميت كتابي بالإحلام الوردية!!، فلم أكن أعلم وقت كتابتي له أنني سأكتب عن أبي الروحي والعارف بالله به سبحانه “مصطفى محمود” بل وله أحلام مثلي!

أسميت القصة عنه في كتابي : ( مصطفى محمود والتلسكوب) حيث كان تسلسلها في كتابي الحلم السادس والذي حوى عشرون حلما كتبته وحلمته!!، كتبت عنه :

بين حديث الذكريات والسفن الورقية في البحر والناي والتلسكوب وجدت نفسها في 

عالم هذا الِعالم الكبير مصطفى محمود رحمه الله، ولمصطفى مثلها قصة مع البحر، فــ أقدم قصة يتذكرها وهو في سن خمس أو ست سنوات أنه عندما كانت تأتي الأمطار القليلة وتكون الأرض قد امتلأت بالمياه!

يصنع هو سفينة ورقية ويتركها تعوم في البحر! ويتأمل معها أحلامه فكان قلبه معلقا بالسفر والترحال والحلم!

فــ سافر( بإنعزاله)! عن العالم وهو مايزال طفلا صغيرا إلى أجمل مدينة في البحر سافر إلى مدينة ( التأمل)…!

ولكن بداية أحلامه الفعلية حينما كان يجلس على سور حديقة منزله وعندما كان أيضا (يُعوم) سفنه الورقية! كما ذكر هو في برنامج حديث الذكريات مع الإعلامي الكبير وجدي الحكيم رحمه الله.

العارفون بالله هم نبراس ونجوم على كوكب الأرض، تراهم مضيئون حتى ولو رحلت أجسادهم المؤقتة عنه، فلا ضير بذلك لأنه كوكب مؤقت، بل تبقى أرواحهم ونورها يضيئ لنا عقولنا الروحية، والشرح يطول عن العقل الروحي ! ولمن يريد معرفة عنه و إطلاع أكثر فليقرأ عنه في تغريدات العارف بالله ويحضر دروسه، وأقصد هنا المعلم الروحي : محمد الدحيم وفقه الله، والذي هو نبراس آخر أضاء بعد الله لنا طريق الرغبات المحققة بأمر الله فكم وصلنا بأمر الله ثم فضله لرحلة العشق الإلهي فهو من دلني على كتاب قواعد العشق الأربعون لإليف شافاق، وشرح بعض من قواعده في أمسية في أكتوبر من العام 2014م، هذا المعلم الروحي محمد الدحيم المٌلهم لكل التلاميذ فهو لا يعتبر أنه معلم لإحد ! هو يدلنا على الطريق لا الطريقة، ومن يقرأ له أو لشمس التبريزي بطل قصة قواعد العشق الأربعون سيعي ما يخطه قلمي هنا، و والله أنه تسري من قلبي الآن لك حروفي لك عزيزي القارئ وبعد أحداث عميقة وقوية مررت بها الأعوام الماضية!، غياب وشبه إنقطاع ولكنني نويت بأمر الله أن أعود هذا العام بإذن الله

وكما عهدتني في أولى مقال لي:

بعنوان : ( مازلت أحلم) والذي كنت من خلاله وقتها أكتب من قلبي عن تجربتي عن حلم سُرق مني! ولكن وبعد كل هذه الأشهر بل السنة آمنت أن ذلك الأخذ أو السرقة حسبما كنت أفسرها أنما هي : ( عين العطاء) منه سبحانه فلا يوجد شيء إسمه أخذ وعطاء!

حتى فترة تغيبي عن الكتابة في هنا ومروري لأعوام بفترة من أصعب الفترات في حياتي! 

لكنني والله أعتبرها هذا اللحظة إجابة لكل التساؤلات التي كانت تملئ عقلي الفيزيائي والباطن وقتها! ولم أكن أجيد إستخدام عقلي الروحي!

الآن تغيرت الأمور والحمد لله، فالرغبات كلها تتحقق بصلاتك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أعماق أعماق قلبك، فقط عش لحظة( السكون) وتحدث مع عقليك الباطن والفيزيائي وأخبرهما بإن يصمتا فما كان قد كان، عش لحظة نور الوعي وتجليه، وعن تجربة وقد قرأ لي القراء هنا في هذه الصحيفة التي أحتضنتي أنني أكتب من تجاربي في الحياة..

السنوات الماضية ..صقلتني ولله الحمد..

تعلمت فيها الكثير من الدروس !

تعلمت وبصدق أن أعيش اللحظة وبوعي

كأن الله سبحانه يخبرني أن أعي ما أتعلمه من مواقف الحياة، 

و من الأمور التي حصلت لي أيضا أن ( الإيقو) رحل!

وهذا بعدما شاهدت فيلم النقلة( من الطموح إلى المعنى، إيجاد الغرض من حياتك) للدكتور واين داير فهمت وقتها الرسالة الكونية منه سبحانه برحيل الإيقو، وغفرت لنفسي عن ذلك الحادث الذي حصل لي قبل توقيع كتابي بأيام و أن أقبل أنني إنسان ضللت الطريق من غير قصد لـ أعي وأفهم انني لستُ أفكاري ولا مشاعري ولا ما انجزت بل أنا ( الإنسان)، ذكر واين دائر أنك لم تأت من أبويك حقا بل من الروح، وأنصح الجميع بمشاهدة هذا الفيلم المٌلهم لواين داير ( النقلة) وكانت الرسالة لي منه هي : ( رحيل الإيقو)

اعود إليكم بالحديث عن مصطفى محمود والذي أدرك حنان الناي المصنوع من النبات، فحينما كان يعزف عليه يعتبرها فترة إستراحته بعد عمله وبحثه المتواصل في كتب الطب والحياة..!

وكما ذكر الناقد الفني المصري (طارق الشناوي ) أن فكرة الغناء عند أبرز المبدعين 

(موسيقي، شاعر او كاتب!) شيء حميم ومنهم الدكتور مصطفى محمود فهو يجمع بين الإيقاع والإبداع !


وأحد قوانين النجاح الروحي التي ذكرها الأستاذ : محمد الدحيم 

هو قانون الإيقاع: (الحياة ليست العبور من مرحلة إلى أخرى ! إنها الرحلة ذاتها وهي بهذا المعنى قوة الحضور ويقظة الوعي، ومرونة السير وديمومة الحركة)

سأختم مقالي بكلمات لمعلمي الروحي الآخر دكتور: واين داير:

إذا أردت أن الأبواب مفتوحة في حياتك عليك أن تفصل نفسك عما يقوله : ( الأنا) وأن تسمح لنفسك أن تعيش عبر هذا المكان السماوي، الذي يدعي : ( الروح)


أؤمن أنا أمل الحامد الآن أن : الإيقو رحل… ورحل الإيقو..! الحمد لله .

وكل عام وأنتم بخير ولطف وعافية يارب..