الاستقلالية تعني الحرية والوعي والتمكين والمسؤولية، فهي سمة ذاتية تمكن الأشخاص من التعبير عن وجهات نظرهم وتولي قيادة دفة مجريات الحياة بأنفسهم مما يعزز سبل التواصل مع المحيط بثقة وبصيرة منفردة دون وصاية أو تبعية..


الاستقلالية تعزز الثقة بالذات كونها ترفع من مستوى قابلية التأقلم مع مختلف الحالات والأوضاع والرؤى، دون التقيد بالقيم والمعتقدات السائدة، فالشخصية المستقلة ليست بحاجة إلى السعي وراء كسب رضا الآخرين لأنها متبوعة لا تابعة.


ولا يمكن أن تنجح الاستقلالية دون ممارسة الحرية والمسؤولية، حيث أن الحرية هي جوهر الإنسان فهي تعزز الطاقة الإبداعية وترفع من مستوى الإنتاجية والتأثير والفاعلية لدى الأفراد. كما أن الشعور بالمسؤولية ينمي الشخصية ويطلق طاقاتها الكامنة في صقل واكتساب المهارات والخبرات الحياتية والعملية.


يشير مفهوم الاستقلالية إلى الإنسان، باعتباره كيان ذو رؤية وفكر وتصور و وبطبعه مؤثر اجتماعياً ساعيا بشكل دؤوب إلى التمتع بالحرية، لذا لابد من احترام طموحاته ومبادئه ومعتقداته الخاصة به. ولكي يكون الشخص متمتعا بجميع أشكال الاستقلالية سلوكا واعتقادا، لابد أن للتربية دور جوهري في بناء الشخصية المستقلة على أسس شاملة وملمة وصحيحة تجعل الفرد المستقل قادرا على تشكيل قناعاته وبناء أفكاره وتحديد اختياراته بشكل يتوافق مع مبادئه واحتياجاته باستقلالية و”مسؤولية واعية” تمكن من إعداد أفرادا مؤثرين في محيطهم الاجتماعي بنبل وشجاعة وإنسانية غير خاضعين للاتكالية والتبعية.


إن الاستقلالية ليست حاجة فردية فقط بل تنبع من الفرد وتؤثر في المجتمع الذي يسعى دائما بكافة بمؤسساته إلى الارتقاء والسمو والنهضة فهو في حاجة دائمة الى مساهمة أفراده ذوي الفكر المتجدد النهضوي ممن يملكون الخبرة والكفاءة وإمكانيات الابتكار وهي الشخصيات التي تتمتع بحسي الحرية والاستقلالية كونها تمتلك الطاقات التي تصنع الفارق وتحقق الأهداف المنشودة بحيوية وفاعلية.